يُعد العجب، أو الشعور بالغرور والتفاخر
بالنفس، من أخطر الأمراض القلبية التي يمكن أن تصيب الإنسان. قد يبدو للوهلة
الأولى أنه مجرد شعور بسيط أو غير مؤذٍ، لكنه في الحقيقة يُعد من الكبائر التي قد
تفسد الأعمال وتضيع الحسنات. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ثلاث مهلكات:
شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه". وهذا الحديث النبوي يوضح لنا أن
العجب ليس مجرد مسألة أخلاقية عابرة، بل هو داء يقود الإنسان إلى الهلاك.
وقد حذر العلماء من هذا الداء القلبي الخطير، ودعوا إلى ضرورة مراقبة
النفس ومحاسبتها باستمرار، والتواضع أمام الله والخلق، والابتعاد عن كل ما يؤدي
إلى العجب والغرور. فالعجب قد يبدو للإنسان غير مؤذٍ، لكنه في الحقيقة كالسم
الزعاف الذي يفسد القلب والعمل معاً.
ما يجعل العجب أخطر من ارتكاب الذنوب هو أن
صاحب العجب يشعر بالاستغناء عن الاستغفار والتوبة، فهو يرى نفسه كاملاً لا يحتاج
إلى تحسين أو مراجعة. بينما مرتكب الذنوب، رغم خطيئته، يبقى واعياً بنقصه واحتياجه
للتوبة، ويكون أقرب إلى رحمة الله إذا أخلص في توبته. أما المعجب بنفسه، فقد يظن
أن أعماله الجيدة كافية لدخوله الجنة، ولا يُدرك أنه يُعرض نفسه لغضب الله بإعجابه
هذا.
إضافة إلى ذلك، يُفسد العجب نية الإنسان،
فيتحول العمل الذي كان من المفترض أن يكون خالصاً لله إلى وسيلة للتفاخر وإبراز
الذات. كما قد يؤدي العجب إلى استصغار الآخرين واحتقارهم، ما يزيد من خطره على
العلاقات الاجتماعية ويؤدي إلى نشر الكراهية والبغضا.